«مصر» قصيدة للشاعر محمد كمال أبو عابد

«مصر» قصيدة للشاعر محمد كمال أبو عابد
«مصر» قصيدة للشاعر محمد كمال أبو عابد

مِصرُ العُرُوبَةُ تُعلِي مَن لَهَا انتَسَبُوا

وَالقَولُ فِي فَضلِهَا جَاءَت بِهِ الكُتُبُ

 

لَا تَحصُرُوا بَلَدِي فِي أَنَّهَا حَجَرٌ

يَحكِي لَنَا قِصَصًا عَن كُلِّ مَن ذَهَبُوا

 

لَا تَحصُرُوا بَلَدِي فِي النِّيلِ يَعشقُها

قَد جَاءَ فِي حُلَّةٍ بِالخَيرِ يَنسَكِبُ

 

والبدر فِي لَيلِها أَبدَى مَحَبَّتَهُ

والشَّمسُ قد أَشرَقَت بِالشَّوقِ تَلتَهِبُ

 

وَالأَرضُ مِن قَلبِهَا فَاضَت مَحَبَّتُهَا

لَو بِيعَ هَذَا الهَوَي لَاستُرخِصَ الذَّهَبُ

 

لَكِنَّهَا خُلِقَت فِي أَصلِهَا وَطَناً

لَاحَت لَهُ أُفُقٌ وَازَّيَّنَت رُتَبُ

 

رَدَّت جُيُوشَ العِدَا بِالحَقِّ شَامِخَةً

مَن جَاءَهَا طَمَعًا في أَرضِهَا غُلِبُوا

 

 كُلُّ الطُّيُورِ الَّتِي طَافَت بِسَاحَتِهَا

غَنَّت بِحُبٍّ لَهَا فَاسَّاقَطَت سُحُبُ

 

قَد شَاءَ رَبِّي لَهَا تَبقَى مُقَدَّسَةً

حَطَّ الجَمَالُ بِهَا وَالفَنُّ وَالأَدَبُ

 

تَهفُو القُلُوبُ لَهَا حُبًّا لِكَوثَرِهَا

وَالشَّوقُ فِي نِيلِهَا يَأتِي بِمَن شَرِبُوا

 

مِصرُ القُلُوبُ الَّتِي فِي نَبضِهَا أَمَلٌ

فَضلُ الإِلهِ لَنَا سُبحَانَ مَن يَهِبُ

 

مِصرُ الهَوَاءُ الَّذِي نَشتَمُّهُ عَبَقًا

تَظَلُّ مِصرُ الَّتِي يَصبُوا لَهَا العَرَبُ